fbpx
تحليل الشخصية

الأباء والمراهقين

ما بين الأباء والمراهقين, لا تعتبر مرحلة المراهقة من أشد مراحل عمر الأطفال حساسية وصعوبة للآباء والمدرسين، وتمثل مرحلة الصراع بين الآباء والأبناء؛ حيث أن الآباء يحرصون في هذه المرحلة على تأمين سلامة أبنائهم، في حين أن الأبناء يسعون إلى التحرر مما يرونه قيودا عائلية. بالتالي, يطمحون لخوض تجارب جديدة.


وفي هذا الكتاب لدانيال سيجل يحاول الكاتب تحليل شخصية المراهق وتقديم بعض النصائح اللازمة للآباء في تلك المرحلة التى تتسم بالعلاقة المتوترة بين الأباء والمراهقين.


إن أغلب الآباء يخشون من مرحلة المراهقة ويعتبرونها مرحلة خطرة يحتاج التعامل فيها إلى كثير من الحيطة والحذر، ويرون أن أي قرار يتخذه ابنهم المراهق في هذه المرحلة هو قرار خاطئ وخطوة غير محسوبة.
وفي الواقع فإن تصرف الأبناء في تلك المرحلة وانطلاقهم نحو الحرية وخوض تجارب جديدة ومختلف هو أمر غريزي فطري. وعليه فهذا أمر مقبول وكذلك خوف الآباء يعد مقبولا.



وحتى يتسنى للآباء فهم هذه المرحلة وحسن إدارة الأمور فيها هناك أمور وحقائق عن المراهقين ينبغي لهم أن يعرفوها:


أولا؛

على الآباء أن يدركوا أن المراهقين لا يفعلون تلك الأفعال الخاطئة عن جهل بنتائجها. على العكس فهم يدركون جيدا ما ستؤدي إليه من نتائج وخيمة وغير مقبولة ومع ذلك يفعلونها سعيا منهم لكسر القواعد والقوانين الأسرية والاجتماعية التي يرون أنها تكبل حريتهم. بالتالي, هذا الامر يحقق لهم سعادة كبيرة.


ويعود السبب في شعورهم بالسعادة إلى مادة الدوبامين وهي مادة يفرزها المخ وتتسبب في الشعور بالسعادة. وفي فترة المراهقة يفرزها المخ بغزارة. ولذلك نجد أن المراهقين يصرون على نيل نصيب وافر من السعادة ولذلك لا يتوانون عن فعل كل ما من شأنهم أن يسعدهم وإن كانت أفعالا خاطئة.


ثانيا؛

الأبناء المراهقون يتأثرون بوجود أصدقائهم معهم. لذلك تجدهم يحرصون على إظهار مهاراتهم أثناء تواجد أصدقائهم معهم. وعلى سبيل المثال المراهق أثناء قيادة السيارة وصديقه معه يعتمد طريقة أكثر خطورة في القيادة.

ثالثا؛

خلال فترة المراهقة يحرص الأبناء على إثبات ذواتهم. وتزداد عندهم الرغبة في الاستقلالية والانفصال عن سلطة الآباء.

على الآباء أن يحرصوا على مراقبة أبنائهم المراهقين أثناء رغبتهم في التحرر والانطلاق. وأن ينجحوا في السيطرة عليهم، ويكون ذلك بتعلم الآباء حسن إدارة المواقف. ففي إحدى المرات كان هناك مراهق يقود السيارة بسرعة جنونية لشعوره بالسعادة نتيجة الدوبامين. ولكنه اصطدم بشجرة، فماذا فعل والده؟ اقتنى له سيارة جديدة!


وهذا يعتبر سوء إدارة من الأب وتحفيزا لهذا المراهق وتشجيعا له على التمادي في الخطأ والتصرف بطريقة غير مسؤولة، فواصل الابن القيادة بتلك الطريقة وتعرض لحادث آخر ولكنه تسبب في إصابته وإصابة بعض المارة!
والسؤال المطروح الآن: كيف ينبغي أن يكون تعامل الآباء مع أبنائهم المراهقين؟
من المعلوم أن ما نعيشه من تطور تكنولوجي ورقمي في يومنا هذا كالمنصات الاجتماعية واليوتيوب يعود الفضل فيها لمجموعة من المراهقين. ويجدر بالآباء توفير بيئة تساعد أبناءهم على الإبداع وتنمي مهاراتهم، وتكون مجالا لهؤلاء المراهقين لتفريغ طاقاتهم، وتحقيق أهدافهم. وإذا لاحظت أن ابنك يريد فعل شيء قد يبدو لك غير مألوف فاحرص على دعمه ومنحه فرصة للتجربة.
كما وعلى الآباء أن يكونوا مستمعين جيدين للأبناء. يستمعون لهم بالأذن والعين والقلب. ثم يثنون على ما يقولونه، ويولون كلامهم اهتماما، ثم يسألونهم عن رأيهم في المسألة، وما الحل الذي يقترحونه.

ختاما؛ على الأب أن يعي جيدا أن مرحلة المراهقة مهمة للابن، الذي يقوم خلالها بتطوير ذاته، وصقل شخصيته، وما على الأب إلا مساعدته وتوجيهه نحو طريق آمن وسليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى