fbpx
التنمية البشرية

التسرع, إذا كنت على عجلةٍ من أمرك فتمهّل

فيما يخص التسرع, هناك نظريّة مفادها: «لا ريبَ أنّنا نعيش عصرًا من السّرعة لم يسبق له مثيل. وهو ما يتسَبّب لنا في ضغوطات كبيرة ويجعلنا نعيش وسط دوّامة تمنعنا من التّوقّف ولو للحظات لالتقاط أنفاسنا، وترتيب مهامنا. وضبط مخطّطاتنا، ممّا يدفعنا نحو إنجاز عدد كبير من المهام في وقت قصير.»


ولكن يرى الكاتب لوثر سايفرت أنّ هذه النّظريّة خاطئة فعوضا عن أن تختار بين السّرعة وإنجاز عدد كبير من المهامّ في أقل وقت. وبين البطء وتراكم المهامّ، ينبغي لك أن تتعلّم كيف توازن بين الأمرين. وكلّ ما تحتاجه ضبط نظام حياتك بأكمله.

من الخطأ بمكان اعتبار أنّ السّرعة والتسرع هي الغاية لا الانجاز والإتقان. حيث نمضي الوقت في التّفكير بحلول تمكّننا من إنجاز ما أُنيط بنا من مهامّ في وقت قصير وسريع. وهو ما يزيد من توتّرنا وثقل الحمل على صدورنا وإذا ما لم ننجح انتابنا شعور بالعجز.


وعليك أن تتحلّى بالشّجاعة وتصارح نفسك أنّك شخص عجول، قمّ اسعَ للتّعافي من هذا الدّاء. بإعطاء نفسك وقتًا كافيًا لعرض مهاراتك ومواهبك، وأيضا اعتن بصحّتك، وبمن حولك.


كلّ ما عليك فعله هو العودة إلى التّقدير السّليم للزّمن والإيقاع الطّبيعيّ لسير الأحداث. فتتمكّن بذلك من تحقيق التّوازن بين التسرع والبطء.

ثمّ احرص على مواجهةِ داء العجلة في حياتك. ولا يكون ذلك إلّا بالتّغلّب على نمط حياتِك السّريع. فإذا كنت مع عائلتك، أو أصدقائك مثلا فاخلع السّاعة من معصمك، انسَ الوقت. وانعم بفترات من الهدوء والاسترخاء تكون كفيلة بالرّجوع بك إلى المنظومة الطّبيعيّة.


وخلال فترات الرّاحة استمع لما يقوله جسدك بإعطاء عقلك ومشاعرك حقّهم. وأعر المتع الصّغيرة اهتمامك وانتباهك؛ كاستنشاق الزهور، ورائحة القهوة، وابتسامة عابر.


وإن كنت ترغب فعلًا في التّعافي من داء العجلة فعليك البحث عن أهدافك الحقيقيّة وتنظر في أمر دوافع. هل هي داخليّة أم خارجيّة؟ فالخارجيّة تكون لتحقيق غايات كالمنصب والمال. وهذه الفئة من النّاس يسهل وقوعهم فرائس لطلبات الآخرين


أمّا الدّاخليّة فتجعل الأشخاص يتحرّكون وفق دوافع ذاتيّة كالرّغبة في إرضاء الذّات وهؤلاء يوازنون بين احتياجاتهم الذّاتيّة وطلبات الآخرين. ولا ينهمكون في العمل ولكنّهم يعطون أنفسهم وقتا للاستجمام والرّاحة حتّى يتمكّنوا من الاستمرار.

لتفادي التّشتّت و التسرع والتّعامل المرن مع وقتك فإليك هذه النّصائح:


إذا أردت وضع قائمة لمهامك فلا تكتبها بشكل منسّق وإنّما بشكل عفويّ، اكتب كلّ ما يراودك ولا تحصر نفسك في نقاط محدّدة.


سجّل مهامك الأكثر أهمّية على قصاصات ملوّنة وثبّتها بحسب التّرتيب الذي يناسبك، وإن طرأ تغيير ما تعيد ترتيبها خلال ثوان.


اكتفِ بمفكّرة واحدة تسجّل عليها جميع أعمالك، واستخدم بساطة الأسلوب واستعن ببعض الصّور والألوان لإضفاء شيء من المتعة.


استخدم اللّون الأحمر للإشارة إلى الأعمال المهمّة التي تطلّب درجة عالية من التّحضير، واللّون الأصفر للإشارة إلى الاعمال التي تحتاج وقتا لإعدادها، والتزم بتنفيذ خطّتك وبرنامجك الزّمنيّ، مع مراقبة نفسك والتّعلّم من أخطائك حتّى لا تكرّرها.

من الخطإ الشّائع في مصطلح إدارة الوقت أنّنا ندير أنفسنا لا الوقت، لذلك وعند الحديث عن إدارة الوقت إنّما نعني إدارة الذّات والحياة، وإن كان صحيحا عدم قدرتك على التّحكّم في الوقت إلّا أنّه بإمكانك تغيير أساليب تعاملك معه وفق مشاريعك ومخطّطاتك.


عليك أن تدرك أنّ ما مضى لا يعود، وسل نفسك كم تبقّى من عمرك؟ وما الذي تريد من النّاس أن يذكروك به؟ فهذا هو باب إدارة حياتك ووقتك، وأنّ عمرك المتبقّي أوّل جزء منه هو اليوم الذي تبدأه بوعي جديد لمفهوم الزّمن.
لا تتسابق مع الزّمن وإنّما جِد لك إيقاعًا خاصّا ومناسبًا لحياتك، واهتمّ بالأمور التي تستحقّ الاهتمام سواء في حياتك الخاصّة أو العمليّة.


وانتبه فالوقت أغلى من الذّهب والفضّة، وقد يُسلب منك دون أن تشعر، فحاول أن تقوم بواجباتك ومهامك وفق ما سطّرته لها، ولا تسمح لأحد بأن يتحكّم فيك.

احرص كلّ الحرص على رسم أهداف وطموحات لك في الحياة، فحينها ستتمكّن من إضفاء الطّابع الذي تريده على حياتك، وتحديد اتّجاه سيرك فيها.


حاول أن تنزع القبّعات القديمة وتخلَّ عن الأمور الهامشيّة في حياتك، واسأل نفسك عن كل قبّعة: هل تستحقّ أن تكون فوق رأسي؟ ثمّ هل أنا من وضعها أم الآخرون؟ ختامًا وحتّى تنجح في إدارة وقتك عليك أن تستوعب الخطط والنّصائح وتسعى إلى تطبيقها ولا تتركها حبيسة الكتاب الذي قرأته، واحرص على أن لا تحمل أثقالًا لا تعنيك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى