fbpx
الاستشارات النفسية

العناد وتبعاته

يُشير مصطلح العناد إلى تحدّي التغييرات بأنواعها المختلفة ، وذلك من خلال مقابلة الطفل العنيد لأيّ اقتراح مقدّم له بالإنكار أو الرد السلبي، حتّى لو كان ذلك الاقتراح يصب في مصلحته، وهذا قد يزعج الوالدين في اغلب الأحيان، لذلك من المهم فهم الأسباب التي تعمل على اكتساب الأطفال لصفة العناد وتطوّرها لديهم، وجعل هذه المسألة من أولوياتهم؛ وذلك للحدّ من تطبّعهم بهذه الصفة في المستقبل .

تكتسب صفة العناد لدى الطفل أثناء مراحل نموه فهي صفة لا تولد معه اي ليست بالفطرة ، كما أنّ الطفل العنيد لا يكون عنيداً في كل المواقف التي يتفاعل معها، لكنّه قد يصبح عنيداً في مواقف معينة بسبب وجود عدة امور التي من شأنها ان تُثير غضبه.

الأسباب التي تُساهم في اكتساب صفة العناد لدى الأطفال

تساهل الاباء في الاستجابة للطفل:

في بعض الاحيان يكتسب الطفل صفة العناد بشكلٍ اساسي بسبب فعاليتها في الحصول على ما يريده، فهو يعتقد أنّ العناد هو الطريقة الوحيدة للحصول على ما يريده، فإذا نجح الطفل في إقناع والديه بتحقيق رغباته عن طريق العناد عدّة مرّات، فسيبدأ بممارسته كحيلةٍ من أجل الحصول على ما يريده في كل مرة.

الرغبة في الحرية

يشعر الطفل بقلة حريّته عند فرض والديه السيطرة على تصرفاته وإصرارهم على أن يتبع الأوامر دون تقديم أيّ أسباب أو اللجوء إلى أسلوب الإقناع، علماً بأنّ الوالدين قد يفرضون سيطرتهم على تلك التصرفات ويتحكّمون بالطفل بنيّة الحفاظ على  سلامته العامة.

المحافظة على شخصية الطفل

يتميز بعض الأطفال بامتنانهم لشخصيتهم التي تشمل أفكارهم، ومعتقداتهم، والأشياء التي يحبونها وغيرها. وهؤلاء الأطفال لا يحبون فكرة أن تتعارض أفكارهم ومعتقداتهم وما يحبونه، ويُقابلون ذلك بالعناد الشديد الذي من الممكن انه يصل إلى عدم تفكيرهم بوجهة نظر من يُقابلهم، وهذا النوع من العناد قد يُعيق نمو الطفل. كما قد يؤثّر بشكل سلبي على طريقة ارتباطه مع الأطفال الآخرين وتفاعله معهم.
 

الانتقام

 يستخدم الطفل في بعض الاحيان العناد كطريقة للانتقام من الأطفال الآخرين أو الأشخاص الذين سبّبوا لهم أذى في وقتٍ ما. فهم يُحاولون استفزازهم واغضابهم  كلّما سنحت لهم الفرصة .

سوء التواصل مع الطفل

في بعض الاحيان يحدث سوء تفاهم بين الطفل ووالديه اثناء نقاش موضوع ما. وقد يعود سبب ذلك إلى القلق والتوتر الذي يصيب الأهل عند الوقوع في اي مشكلة داخل المنزل. وخصوصاً المشاكل التي تتعلق بطفلهم، فيستخدم  الوالدان طريقة الصراخ سواءً على بعضهما أو على الطفل  لتجاوز المشكلة. فتختفي طرق التواصل ممّا ينعكس على الطفل بشكلٍ سلبيٍّ فيتصرّفون بأسلوبٍ غير جيد . ويكتسبون سلوك العناد، ويتمسّكون برأيهم حول أيّ موضوع يناقشونه.

مقارنة الطفل مع غيره من الاطفال

 يجب تجنّب مقارنة الأطفال بغيرهم، فالمقارنات غير اللازمة أو غير مفيدة تؤثر بشكل سلبي على الأطفال. فقد تؤدّي إلى شعور الطفل  بالإحباط والغضب تجاه الآخرين من الاطفال الذين تتمّ مقارنتهم به. وفي هذه الحالة قد يحدث نتيجة عكس ما توقّعه الآباء فعوضا عن تشجيع الطفل على يحسن سلوكه قد يزداد الطفل عنادا تجاه الفعل الذي تتمّ مقارنته به. لذلك فإنّ المقارنة سواءً كانت فرديةً أو جماعيةً لن تكون ابدا في مصلحة طفلك .

الفضول

نجد الطفل في مرحلة البراءة متشوّقين لمعرفة ما يحدث حولهم واكتشاف العالم الذي يحيط بهم، وهو رد فعل طبيعيّ لدى الطفل. لكنّه قد يتحوّل إلى سلوك العناد عند محاولته معرفة الكثير من الأشياء غير اللازمة في المرحلة المبكرة التي يمر بها الطفل. فعلى الرغم من أهمية الفضول لاكتساب المعرفة الجديدة إلّا أنّه يجعل الطفل احيانا أكثر عناداً لمعرفة بعض التفاصيل.

القدوة

في الغالب نجد ان الآباء أنفسهم السبب الاساسي لاكساب طفلهم السلوك العنيد، فالطفل يُلاحظ نمط حياة والديه ويتعلّم منهم  ويتبعهم في حياتهم. كنمط  نومهم وكيفية تناول الطعام، وكيفية تصرُّفهم أثناء حدوث المشاكل اليومية. فإذا كان أحد الاباء يتّبع سلوك العناد لتحقيق مايريد، فهناك فرصة كبيرة لأن يأخذ الطفل والديه قدوة له و بذلك فهو يكتسب سلوك العناد كوالديه

عدم النضج عند بعض الاطفال

يتّسم الطفل في مرحلة طفولته المبكرة بعدم قدرته على التفريق بين الصواب والخطأ. لذلك فهو يحاول معرفة محيطه من خلال تتبع الآخرين وتقليدهم. وذلك إلى أن يستطيع معرفة الحقائق بنفسه ، وهو في خلال تلك المرحلة لا يكون يملك المهارات اللازمة للقيام بعملٍ ما لوحده. لذلك قد يتطبع بصفة العناد أثناء تلك المرحلة إلى أن يلتحق الروضة أو إلى وقت الالتحاق بالمدرسة

كيفية التعامل مع الطفل العنيد

بالإمكان علاج صفة العناد لدى الطفل في ثلاث خطوات تتكون كل مرحلة من المراحل مما يلي .

العلاج الفردي:

في حالة العلاج الفردي او الانفرادي لا بدّ من فعل خطوتين وهما كالآتي


 دراسة الوضع الصحي للطفل: إذ إنّه من الممكن ان يكون سبب العناد خلل في عمل بعض وظائف الجسم، كزيادة طاقة الطفل الجسمية. أو زيادة في إفرازات الغدة الدرقية، وقد يكون ايضا سببه سوء التغذية أو الشعور بالإجهاد و التعب.

دراسة حالة الطفل النفسية: في هذا الوضع يتمّ دراسة الطريقة المُعتمدة في تربية الطفل، وكيفية معاملته سواءً في المنزل أو في المدرسة. كما يتمّ التعرّف على أصدقائه المقربين منه وكيفية قضائه لأوقات فراغه.
 

العلاج النفسي:

في هذا الجانب من العلاج يتمّ الاهتمام بتطوير مهارات الطفل الاجتماعية، وذلك بتمرين الطفل على المهارات التي تُساعده على الاحساس بشعور النجاح وتطوير هذا الاحساس  لديه. إضافةً إلى اعطاء الطفل مجموعة من المهام التي تساعده على زيادة قدرته على تحمّل نتاج قراراته وأعماله. وفي هذه المرحلة يكون من المهم وجود ثقة لدى الاباء بقدرة الطفل على معالجة مشاكله بنفسه. كما يجب تشجيع السلوكيات الجيّدة التي تصدر عن الطفل وتحفيزه مهما كانت بسيطةً. والتغافل عن السلوكيات غير المحبوبة، ومن المهم أيضاً أن يكون الاباء على علم بأنّ التحسّن لا يحدث بسرعة إنّما يحتاج إلى وقت، بالتالي عليهم عدم مطالبة الطفل بالتحسّن فوراً.

 العلاج الأسري:

في هذا الجانب من العلاج يجب أن يكون لدى الاباء طرق للتعامل مع طفلهم وتمرينه عليها، إضافةً إلى التدقيق على ما يأتي:

– تجنب تدخّل الآباء في حياة أطفالهم كثيرا .

-الابتعاد عن العصبية الزائدة لأتفه الأسباب أمام الأطفال، سواءً بسبب مشاكل الأطفال أو المشاكل الأخرى التي تواجهها الأسرة.

-عدم السخرية من الطفل أو انتقاده سواء إن كان وحده أو أمام الاخرين . اشغال أوقات فراغ الطفل. حث الطفل على حلّ مشاكله بنفسه ومساعدته عند الحاجة، وتوجيه النصح والإرشاد لهم بعدل بدون الانحياز لأحد من الأطفال دونه.

– احترام ملكية الأفراد الآخرين. البعد عن مقارنة الطفل مع إخوته مهما كان السبب. عدم ذكر أنّ الطفل عنيد سواء أمامه أو أمام الآخرين.

– التعامل مع الطفل بشكلٍ سلس ، و البعد عن التسلّط والتشدّد في إعطاء الأوامر.

 -الالتزام بالهدوء والحوار المقنع والهادف في حال ظهور سلوك عنيد لدى الطفل في احد المواقف.

-الاهتمام بالتواصل بين الاباء وتقوية العلاقة بينهم واتاحة فرص للطفل للتواصل مع باقي الاطفال الذين في عمره وتحفيره على التفاعل معهم.

-الاستفادة من الطاقة الزائدة لدى الطفل بشكلٍ مفيد.

-توفير جوّ أسري مريحّ للطفل.

-على الاباء فهم الجوانب النفسية للطفل لمعرفة سبب عناده تجنّب معاقبة الطفل أمام الاخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى