fbpx
التنمية البشرية

المتحدّثُ الواثقُ

تحدّث بجرأةٍ، تحدّث بثقةٍ

لتكون المتحدث الواثق, إنّ الظّهور أمام النّاس يتطلّب منًا ثقة كبيرة، فقد تكون لديك المهارات والذّكاء. ولكنّك تفتقد إلى الثّقة للتّحدّث أمام النّاس. وإقناعهم بما تمتلكه من مهارات. وقد تصل إلى أعلى المناصب ممّا يتطلّب منك حضورًا قويًّا ولكنّك إمّا أن تتهرّب. وإمّا أن تفشل بسبب توتّرك، فهل أنت ممّن يربكهم الظّهور أمام النّاس؟ وهل ترغب في أن تصبح متحدّثًا بارعًا؟


يجيبك عن ذلك الكاتبان هاريسون موراث ولارينا كاس خلال ما عرضاه في كتابهما الذي بين أيدينا «المتحدّث الواثق.. تحدّث بجرأة.. تحدّث بثقة».

اعلم أنّ الخوف من التّحدّث أمر طبيعيّ في البشر ولكنّ نسبته تختلف من شخص إلى آخر. ولكن إن كنت تعاني من ذلك بطريقة مبالغة وقاهرة فينبغي أن تزور طبيبًا مختصّا، لأنّك لن تحصل نفس الفائدة التي قد تحصل عليها من مباشرة خالتك من قبل معالج سلوكيّ.


ومن خلال هذا الكتاب نبدأ البرنامج التّدريبيّ باختبار صغير لتحديد نسبة القلق الطّبيعيّ الذي يستلزم برنامجا تدريبيّا نظريّا فلا تعود هناك حاجة للمعالج. فإذا غرفت درجة القلق تبدأ العلاج، لأنّه العائق الأوّل الذي يواجه النّاس ولذلك ينبغي فهم طريقة تأثير القلق فينا، حتّى نتصرّف بحكمة وثقة.


والسّؤال المطروح الآن؛ لماذا ينتابنا القلق؟ وكيف يحدث وما أسبابه؟ لأنّك وبمعرفة السّبب تنجح في التّغلّب عليه.


ومن أوّل الأسباب التّركيب الجينيّ للإنسان، فقد يكون القلق مردّه بعض الجينات الوراثيّة التي تنمّيه فتجعل الشّخص خجولا وقلقا يخشى نظرة النّاس إليه. وقد يكون أيضًا بسبب بعض تجاربك في الماضي. لأنّك قد تكون تعرّضت للسّخرية من مظهرك، أو طريقة كلامك. أو ربّما يكون القلق فيك ناجما عمّا رأيته في طفولتك من ردود أفعال جعلتك تخاف أمورا معيّنة.


كما ويُعتبر الانطواء أيضًا أحد أسباب القلق. لأنّ المنطوي عادة يفضّل النّشاطات الفرديّة والعزلة والهدوء.

تكثر الاستجابات للقلق عند الاقتراب من أمر تخشاه، وهناك الاستجابة الحيوية ومحرّكها الرّئيس هرمون الأدرينالين ومن علاماتها التّعرّق، أو الشّعور بالحرارة، وبرودة الأطراف. ثم بعد ذلك يتدخّل الجهاز الباراسمبثاوي فيوقف الأدرينالين ويختفي القلب.


ثمّ الاستجابة الفكريّة وهي أفكراك السّلبيّة حيث تتغلّب العاطفة على العقل ويصعب التّركيز وتفكّر في الهروب.
ثمّ الاستجابة السّلوكيّة وتكون نتيجة للأفكار. فتبدأ التّصرّف وفق ما تشعر وتفكّر به، وأكثر شعور يصاحب هذه الحالة شعور التّجنّب نتيجة عدم شعورك بالرّاحة، فتختلق الأعذار لإنهاء الحديث. وقد تلجأ أيضا لإخفاء يديك المرتعشتين. أو تبالغ في ترديد كلامك لتحفظه.

إنّ الأفكار الخاطئة التي نحملها بخصوص ما نشعر به وكذلك نظرة النًاس إلينا تزيد من سوء حالتنا، ممّا يزيد من خوفنا وسوء آدائنا وهو ما يطلق عليه الكاتبان اسم الاثنتي عشرة خرافة عن القلق؛


أول خرافة, شعورك بأنّ قلقك دائم ولن ينتهي أبدًا.


ثاني خرافة, والثّالثة فكرة أنّ الخوف خطر على صحّتنا ممّا قد يتسبّب في سوء الآداء.


ثالث خرافة,   أنّ النّاس سيطلقون علينا أحكامًا سلبيّة إذا شعروا بقلقنا.


رابع خرافة, أنّ القلق سيذهب بتجنّبنا للموقف.

خامس خرافة, أنّ الحفظ سيجعلك تتذكّر دائما وهذا غير صحيح لأنّه وبمجرّد حدوث شيء خارج ما حفظته ستتجمّد.


سادس خرافة, أنّ كتابة الكلام ستساعدنا والحقيقة أنّ كلّ ما تحتاجه هو كتابة بعض النّقاط الرّئيسة لا أكثر.


سابع خرافة, عدم إعطاء النّاس مجالا للسّؤال، أو تتجنّبهم أو تنهال عليهم بالأسئلة.


ثامن خرافة, إخفاء القلق ببعض الطرق ومن ذلك مساحيق التّجميل، أو المشي أو الاختباء.


وآخر خرافة وهي أنّ تحليل ما بعد الحديث سيكون مفيدًا.

يقدّم الكاتبان بعض الطّرق للتّخلّص من القلق وما يصاحبه من مواقف محرجة؛ أوّلها وضع هدف نصب عينيك مع ترديد عبارة هدف كثيرا، وعليك أن تخطّط مسبقا لما تريده من الحضور، وتركّز جميع حواسك مع الهدف الذي حدّدته، ممّا سيجعلك تنسى توتّرك ولا تهتمّ سوى بتحقيق الهدف، وأيضا بإمكانك استخدام الباور بوينت وهذا سيجعل الحضور يركّزون مع الشّاشة، وليس معك.


وأيضا بإمكانك الاعتماد على طريقة تحفيزيّة أو مسلّية وتجنّب الطّرق التّقليديّة المملّة، وعليه فعليك أن تكون على دراية باحتياجات الجمهور.

ومن الطّرق المهمّة للتّغلّب على القلق والاتصاف بصفات المتحدث الواثق, تعلّم قراءة النّاس وترك انطباع حسن لديهم.

لحديث ناجح عليك أن تكون واثقا من نفسك، كما عليك تحديد الأفكار السّلبيّة التي قد تصيبك ثمّ تفاداها، وفي المقابل توقّع الأفكار الإيجابيّة الجيّدة لأنّ المتوَقّع هو ما يحدث بالفعل، وأثناء الشّرح احرص على استخدام جميع حواسك بالوجه واليدين والصّوت وتفاعل مع الجمهور بعينيك لكسر الحواجز بينكم.


واحرص على التّدريب على الابتسامات وتعبيرات الوجه وتنمية حسّ الفكاهة.


كما من المهمّ جدًّا إتقان الارتجال وتهيئة نفسك للتّعامل مع المواقف الطّارئة، وما إذا نسيت النّصّ، وأيضًا التحدّث بتلقائيّة مع أصحاب السّلطة فهم بشر مثلك ولن يضرّوك شيئا إلّا بإذن الله.


ولا تتكلّف عند تقديم نفسك لهم ولكن قدّم نفسك بطريقة بسيطة بطريقة المتحدث الواثق ولكن احرص أن لا تكون لطيفًا أكثر من اللّازم، فتعبّر عن الرّفض والاعتراض إذا توجّب ذلك. وختامًا تذكّر أنّ الكمال لله وحده، ولكن بمقدورنا أن نفعل ما بوسعنا لنصل إلى الرّضى بأنفسنا وذواتنا، ونفع الآخرين ودخول قلوبهم واكتساب محبّتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى