fbpx
التنمية البشرية

المثابرة

المثابرة، تتساءل أنجيلا دكورث عن الذي تحتاجه في حياتك للنجاح؟

فالشائع بين الناس أن امتلاك الموهبة أساس كل نجاح، ولكن هذا غير صحيح،

فأكثر ما تحتاجه إنما هو العزيمة والمثابرة.


في أغلب الدراسات التي أجريت حول أسباب النجاح، وهل هي الموهبة والمثابرة أو العمل باجتهاد؟

كانت النتيجة دائما ترجح كفة العمل باجتهاد وتقدمه على الموهبة،

ولكن ذلك لا ينفي وجود فئة كبيرة من الناس الذين يفضلون الموهبة على العمل الجاد،

رغم إيمانهم بأن الأخير هو أساس النجاح، وهذا ما يسمى بخداع الذات.

إن ما يبلغه الشخص من خلال المثابرة والإصرار والعمل بجد واجتهاد أكثر قيمة من مجرد امتلاك الموهبة،

ومثالا على ذلك فإن لاعب الرياضة يكون موهوبا،

ولكن الموهبة وحدها لا تكفيه ليبلغ المرتبة الأولى ويحصد الميداليات الذهبية،

إذ يلزمه التدريب والتمرين وبذل مجهود.

من الجميل أن يحدد الشخص هدفا كبيرا يروم تحقيقه في حياته كأن يصبح مهندسا أو طبيبا أو محاميا وغير ذلك،

ولكن عليك أن تدرك أن مثل هذه الأهداف الكبيرة تحتاج أهدافا أخرى صغيرة تكون بمثابة الجسر الذي يوصل إليها،

فالطبيب لم يصبح طبيبا بين عشية وضحاها،

وإنما تعب واجتهد ودرس وثابر فكانت أهدافه الصغيرة تتمثل في الالتزام بمواقيت الدروس،

واجتياز الامتحانات بنجاح، وإن لم تفعل أنت أيضا ذلك فسيبقى هدفك الكبير مجرد حلم صعب المنال.

ثم احرص على اختيار عمل تحبه وتجد المتعة في أدائه ويتوافق إلى حد بعيد مع اهتماماتك وميولاتك الشخصية،

لأن كثيرين من الموظفين والعاملين يواجهون الرتابة والملل أثناء تأدية عملهم لأنه لا يتوافق مع ميولاتهم واهتماماتهم.


ومما يساعدك على النجاح في عملك أن تمارسه بطريقة ذكية، وتبتعد عن العشوائية في الأداء.

ومن الجميل أن يتحلى عملك بمحفز جيد كأن تحدد الهدف الذي تصبو إليه من خلال عملك، وهذا أمر يسير خاصة إذا كنت تحب عملك، وأيضا إن كان عملك في مجال مساعدة الآخرين مما يجعلك سعيدا بتأديته.

فمايكل بيم عالم الطب الشهير لم يكن يحب الطب وينظر إلي كهدف في حياته،

ولكن حبه لمساعدة الآخرين جعله يقدم على الطب، ولكن المفارقة العجيبة أن مايكل كان شغوفا بما يسمى بالتأمل الذهني منذ طفولته،

واستطاع لاحقا أن يصبح مدير قسم الطب النفسي في أحد مستشفيات فيلادلفيا،

وبذلك ومن خلال تمسك مايكل بعمله كطبيب استطاع الوصول إلى هدفه الحقيقي الذي لطالما أحبه.

ومن المهم التدريب باستمرار والعمل بجد واجتهاد، وليس صحيحا أن علامات الطالب المتدنية علامة على نقص ذكائه كما يظن كثير من الآباء،

بل قد تكون بسبب نقص في الجهد الذي بذله الابن، وبالتالي فإن المطلوب هنا تحفيز الطفل عوضا عن إشعاره بأنه غبي ولا فائدة ترجى منه.

ثم ذكر الكاتب التجربة الفنلندية ففنلندا سعت إلى بث روح الإصرار والعزيمة والمثابرة في نفوس شعبها،

وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد، فنلندا غرست العزيمة في شعبها على جميع الأصعدة؛ الأفراد والمؤسسات والشركات.

ختاما؛ من الجيد أن يمتلك الشخص موهبة ولكن الأعظم من ذلك أن يكون ذا عزيمة قوية

وممن يثابرون على إنجاز أعمالهم ومهماتهم حتى في أصعب الظروف.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى