fbpx
التنمية البشرية

الهدية

الهدية , كتاب لسبنسر جونسون الهدف منه تقديم هدية للقارئ تتمثل في: عش حاضرك الآن دون التفكير بهموم الماضي، ولا الخوف من المستقبل.

يقوم الكتاب حول قصة بين شخصيتين هما شاب وعجوز تربطهما علاقة قديمة. وقد كان هذا الشاب صغيرا عندما بدأ العجوز يحدثه عن هدية قيمة جدا وذات فائدة عظيمة، ستجعله سعيدا طيلة حياته. وأخذ العجوز يشوق الطفل إلى الهدية دون الإفصاح عنها وإنما طلب منه أن يتمكن هو بمفرده من معرفتها.

ثم بدأ الشاب يكبر ويخوض غمار الحياة وطبعا بدأت المشاكل بالظهور وخيبات الأمل؛ كعدم حصوله على الترقية التي يصبو إليها في عمله. وأيضا انفصاله عن مخطوبته. ثم عاد الشاب من جديد للتفكير بهدية العجوز التي كاد ينساها.
وفي أحد الأيام وبينما كان يجلس غارقا في التفكير أمام مدفأة كبيرة مصنوعة من الأحجار الكبيرة والصغيرة. والتي كانت قد رصّت بطريقة تنم عن دقة وإبداع. خطر ببال الشاب أن صانع هذه المدفأة كانت وقت صناعتها مركزا جدا في عمله. حتى أنه لم يعد به التفكير إلى الماضي ومنغصاته أو المستقبل وهواجسه مما جعله يستمتع بعمله وهنا شك الشاب في أمر الهدية وقال لعل لهذا علاقة بها؟ ثم سرعان ما أكد له العجوز صحة ما فكر به، ليدرك حينها أن الهدية لم تكن الماضي ولا المستقبل، ولكنها اللحظة الآنية أي الحاضر.


ووعى الشاب جيدا أن عيشه في الحاضر يعني تركيزه على ما يحدث الآن. وتقدير النعم التي يحظى بها يوميا.



ثم قسم الكاتب الهدية إلى ثلاثة أجزاء مهمة:


• الوجود:

وهنا سأل الشاب العجوز إن كان بإمكان الوجود في الحاضر أن يكون مفيدا إذا كان الموقف صعبا؟
فأجابه العجوز بأنه ينبغي على المرء التركيز على ماهو صحيح حتى في أصعب المواقف. لأن ذلك يمنحك طاقة وثقة لتحسن التعامل مع الأخطاء لأن المواقف عموما فيها الجيد والسيء. والصواب والخطأ، وما يحدد ذلك هو نظرتك إليها، والتواجد في الحاضر يعني التركيز على ما هو موجود في تلك اللحظة وإدراك الخطأ.

فسأل الشاب العجوز: وماذا لو كان الموقف في الحاضر موجعا كفقد شخص عزيز؟

فأجابه العجوز: انت تحتاج لتعيش التجارب الموجعة والمؤلمة لتستخرج منها العبر والدروس عوضا عن تجاهلك لها. فحاضرك يحتاج منك إلى انتباه والتخلص من كل ما قد يشتت انتباهك وتركيزك.



• التعلم:

أخذ الشاب بنصائح العجوز وبعد العمل بها لاحظ تقدما ملحوظا في حياته. حتى واجهته بعد ذلك مشكلة جديدة فقد بدأ مشروعا مع صديق له. وقد فضل الشاب أن يتحمل هو مسؤولية جزء كبير من العمل على خلاف صديقه. مما تسبب في تأخرهم عن موعد تسليم المشروع.


وقد حدث الشاب العجوز بذلك واعترف له بأنه لا لا يحب المواجهة، وهو مما تسبب له أيضا في الانفصال عن مخطوبته.


فقال له العجوز: لا أحد يعمل دون خطأ، لكن الناجحين هم أولئك الذين بمقدورهم التعلم من أخطائهم وتجاوز فشلهم. أما الذين يخافون من الماضي ويتفادون الالتفات إليه يرتكبون غالبا نفس الأخطاء. فلا يختلف بذلك حاضرهم عن ماضيهم.


لا ينبغي تخطي الماضي بالكلية، وإنما نستفيد منه في تصحيح أخطائنا، وأيضا نستفيد من نجاحاتنا التي قد نكون حققناها فيه.



• الصنع:

استفاد الشاب من أمر الهدية واستطاع الحصول على الترقية التي طالما حلم بها، إلا أنه واجه مشكلا جديدا لأنه لم يكن قد اعتمد على جدول يومي لعمله، مما تسبب له بإضاعة بعض المشاريع، وأخبر العجوز بذلك، فقال له:
إن كان من الخطأ التفكير في المستقبل والقلق بشأنه، فإن محاولة صنع هذا المستقبل أمر محمود ومطلوب وذلك بأن تكون موجودا في الحاضر بإيجابية، أي أنك تقدر الأمور الجيدة فيه وتحترم ما تمتلكه فيه، واعلم أن نجاحك اليوم يعني الأرضية الصلبة والجيدة لنجاحك غدا، واحرص على أن تضع لك خطة تساعدك على التركيز وتحديد ما تصبو إليه.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى