fbpx
التنمية البشرية

كيف لك بناء شخصية قوية وإيجابية

في كتابه «كيف تبني شخصيّة قويّة وإيجابيّة» يتحدّث فينكاتا آيار عن الشّخصيّة وما يؤثّر فيها، والفرص والاختيارات التي تعترضها وكيف يمكن للإنسان أن يستفيد من ذلك لتحقيق النّجاح ووصوله إلى أهدافه.

إنّ أصل كلمة شخصيّة لاتينيّ، وتعني القناع الذي يلبسه الممثّل لتأدية الدّور المناسب. أمّا علميًّا فنعني بكلمة شخصيّة: «البنية المتكاملة لكلّ الخصائص الجسديّة والوجدانيّة والفكريّة والنّفسيّة كما تظهر للآخرين خاصّة»، ونلاحظ أنّ المعنى اللّاتينيّ يتطابق مع الواقع من حيث أنّ لكلّ منّا قناع يرتديه لأداء دوره في الحياة، وهو دور يختلف عن غيره. فشخصيّة الأم مثلًا ليست هي شخصيّة الابنة، وعمليّة تطوير الشّخصيّة تبدأ منذ الولادة وتستمرّ بعد ذلك دون توقّف.


ولإبراز شخصيتك تحتاج لجملةٍ من الخطوات:


• عليك أن تكون مفعمًا بالحياة والحيويّة، ونشطًا وذا همّة، وعزيمة قويّة، وأن تمتلك الحماس اللّازم تجاه أيّ عمل أو مهمّة، فذلك يمدّك بالطّاقة والمتعة أثناء العمل.
• أناقةُ المظهر التي تنبئ عن شخصيّتك وذكائك ولا تنسَ الابتسامة ففيها من السّحر الكثير.
• التّحلّي بالتّوازن والهدوء والحفاظ على رباطة الجأش.
• التّواصل الجسدي بالنّظر في العينين وعدم الاكتفاء بالكلمات.

جميعنا نولد وفينا رغبة في الاكتشاف والفضول. ولكنّ للبيئة والمجتمع حيث نعيش تأثيرا كبيرا في شخصيّاتنا. وأولّ من يؤثر فينا مجتمع الأسرة. فالشّخصيّة تتغيّر وتتأثّر بالمخالطة والمعايشة وليس بالمحاولات المقصودة لتوليد استجابة من الشّخصيّة. وعادة ما تهيّء الأسرةُ الشّخصيّة إمّا تهيئة إيجابيّة أو تهيئة سلبيّة، ويحيى الفرد فيصعب عليه تغيير تلك التهيئة لاحقا لما اكتسبته من قداسة في نفسه. ولكن بعض الشّخصيّات حتّى وإن تلقّت تهيئة سلبيّة إلّا أنّها تتمكّن من تجاوزها وتغييرها.

إنّ الشّخصيّة النّاجحة القادرة على بناء شخصية قوية هي تلك التي تمتلك القدرة على استغلال الفرص والاختيارات التي تعرض لها يوميًّا.
واختيار الفرص موهبة ينبغي رعايتها وتنميتها بشكل مستمرّ. والاختيار خاصّية بشريّة محضة. فالإنسان بإمكانه أن يختار أن يعيش حزينا أو سعيدا. كما بمكنه اختيار طريقة عيشه ومكانه ومقوّماته، ولتحقيق النّجاح يحتاج الاختيار لعوامل أخرى فيعضد كلّ عامل الآخر.


ويُعرّف النّجاح على أنّه الإدراك التّدريجيّ فتكون واعيًا بالأهداف المفيدة والمثمرة. طالت مدّتها أم قصرت.
ويتحلّى الشّخص النّاجح بصفات عدّة منها أن يكون متقبّلا لواقعه. ولا يخشى الفشل فلا عمل بنجاح مطلق!
والفشل ليس أمرا نخجل منه وإنّما هو جزء من التّعلّم.

بحسب الكاتب فإنّ سلوكيّات الشّخصيّة تجاه المواقف هي على ثلاث أنماط:


• أولا, العدوانيُّ هو النّمط الذي يرى أنّ له كامل الحقّ في كلّ شيء. وأنّ الأولوية لما يريده هو على حساب الآخرين. وهذا النّمط إذا سيطر  على شخص ما فلا يحترمه.


• ثانيا, السّلبيّ وهو نوع ينظر لنفسه نظرة نقص ودونيّة، ويشعر دائما بالخوف والذّنب والتّوتّر.


• ثالثا, الحاسم الذي يتمتّع بالمسؤوليّة تجاه ذاته وقدراتها. ويستبصر بحقوقها ويعرف حدوده ويلزمها ولا يتعدّى على غيره.

لأنّ معرفة الحقوق تساعد في صقل الشّخصيّة ونحن ينبغي أن ندرك أنّ لكلّ فرد الحقّ في القيام بسلوكه والتّعبير عن مشاعره  دون الإضرار بالآخر.


ومن حقّ كلّ واحد منّا أن يقول “لا أعرف” وذلك يكسب الشّخص فرصة للتّعلّم والمعرفة. وقول لا أعرف يقيه من الشّعور بالذّنب بسبب الكذب وادّعاء المعرفة.


لكلّ فرد الحقّ في أن يعامل الآخر باحترام، ويُعامَل باحترام. وكما من حقّنا أن نطلب ما نريد، فالآخر من حقّه أن يرفض ما نطلبه منه.

فأقرب الشّخصيّات من النّجاح هي الشخصيّة الحاسمة. ولتكوين تلك الشّخصيّات تحتاج إلى مقوّمات معيّنة منها؛ تنمية احترامك الدّاخليّ لذاتك، وشعور الرّضى عن نفسك. وتعلّم الإنصات بانتباه تامّ وكافّة حواسك وليس فقط بأذنيك، وهذا سيمكّنك من إقامة علاقات ناجحة. وزيادة الإنتاجيّة في العمل، وتحقيق النّتائج بسرعة.


أفكارك خاصّة بك ولا أحد يعيش فيها. لذلك ليسمن المعقول أن تتوقّع من الأخرين أن يفهموا ما تريد دون توضيح منك! لذلك ولكي تكون حاسما ينبغي أن تطلب من الآخر ما تريده والطّريقة التي تريده عليها بمنتهى الوضوح. وأنت متوقّع أنّه قد لا يتمّ تنفيذ ما تريد كما تريد أنت.

تحدث ب”لا” عندما تحاول بناء شخصية قوية:


كما ينبغي أن تتعلّم كيف تقول “لا” بالطّريقة المناسبة، فتتلّى بالهدوء والحزم عند قولها، ومن دون ان تلحقها بـ “أنا آسف” إن لم يتطلّب الأمر ذلك.


من المهمّ تعلّم طريقة تقييم العمل بشكل إيجابيٍّ بنّاء غايته تحسين العمل لا الهدم، وطريقة تقديم التّقييم تطلّب احترامًا للذّات وللآخر.


والتّقييم يعتمد على عبارات واضحة ومحدّدة، ويتوّجه نحو السّلوك لا الأشخاص، ويهتمّ بالأمور الماديّة بعيدا عن المشاعر والمعنويّات، وعليك أيضًا تعلّم كيفيّة التّعامل العمليّ مع النّقد والاستفادة منه، دون غضب أو انفعال، وأيضا تقدير جهود الآخرين وتشجيعهم أمر مطلوب، فامنَح لتُمنح، وعمومًا فإنّ أهمّ مقوّمات الشّخصيّة النّاجحة رصد الأهداف وتطوير الخطط والتحلّي بالمرونة لمواجهة المتغيّرات.


ويحتاج المرء لتطوير مهاراته، وهناك نوعان أساسيان من المهارات ألا وهما المهارات العقليّة والتي تساهم في تنمية ذات الشّخص ومعالجة أفكاره،  ومهارات العلاقات البينيّة والتي يكمن الهدف منها في خلق طرق للانسجام مع الآخرين، وتحدّ من فرص انعزال الفرد.

ختامًا اعلم أنّ العادات التي نكتسبُها على مرّ الزّمن هي عبارة عن تلك الطّرق التي طوّرناها لمواجهة ما يعترضنا من مواقف ومشكلات، وهي تتضمّن الأفعال والتوجّهات.


وكي ننجح في تغيير عادة ما و في بناء شخصية قوية -وليس من الضّروريّ أن تكون عادة سيّئة- ينبغي أن نؤمن أنّ تلك الأفعال والتّوجّهات طريقنا لتحقيق الإشباع الإنسانيّ ثمّ نحدّد الإشباع الذي تحقّقه العادة ومن ثَمّ  نغيّر تلك العادة بأخرى أكثر إيجابيّة وفاعليّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى