fbpx
التنمية البشرية

كلمة لا، كيف لكلمةٍ بسيطةٍ كهذِه أن تغيّر مجرى حياتِك!

إن كنتَ من الذين يمنعهم الخجل والضّعف من رفض بعضِ ما يُطلب منهم. فهذا الكتاب لجانا  كيمب قد يساعدك على معرفةِ القوّة الكامنة في كلمة «لا»، وكيف تستعملها ومتى؟

هل تذكر آخر مرّة قلت فيها كلمة «لا»؟ إن كنت لا تذكر فأنتَ تعاني كالكثيرين من النّاس بداء الإجابة بـ«نعم» دائمًا، لذلك لا عجب أن تكون قد استنفذت طاقتك في منتصف الأسبوع. بسبب كلّ تلك المهمّات الطّارئة والتي لم تستطع رفضها. وعليك أن تتخيّل ما كنت ستوفّره من وقت ومن طاقة لو أنّك قلت «لا»!
من المؤكّد أنّك لا تريد الموافقة على كلّ ما يُطلب منك. ولكنّك وفي ظلّ تحدّيات العصر. وضغوطات الحياة الحديثة تجد نفسك عاجزًا عن قول «لا»، ولذلك عليك أن تتعلّم متى تكون حاسمًا وتقول «لا» ومتى تقول «نعم».
كلمة «لا» يتعلّمها النّاس خلال طفولتهم عادةً ولكنّهم لا يجدون الطريقة والمكان المناسبين لقولها. فتجدهم يحاربون لقولها. وأحيانًا يُحرجون فيبقون صامتين فيُفهم من صمتنا أنّنا موافقون، وربّما يُحرجون أو لا يرغبون في تغيير صورتهم الحسنة لدى الآخرين كالأصدقاء ورؤساء العمل.
عليك أن تعلم أن كلمة «لا» ليست سيّئة، وفي أحايين كثيرة تكون هي الردّ الأكثر صدقًا وحكمةً.

الناس أنواع:

وللنّاس مع كلمة «لا» ثلاثة أحوال: منهم من يقولها بحزم، ومنهم من يماطل في قولها، ومنهم من يجيب عادةً بنعم.
كلّ ما نريده هو تعزيز مقدرتنا على قول «لا» بطريقة لائقة، وكيف نفهم أن الآخرين يريدون قول «لا» لنا.
فإذا كنت من الذين يردّون بلا شكرا. أو ألا تفهم كلمة لا، أو ليس لدي وقت لهذا العمل، فأنت سيّد كلمة «لا»، وتجيد استعمالها وحماية حدودك، وأنت شخص حازم. ولكنّه ينظر إليك على أنّك غير متعاون ولا تهتمّ.

وإن كنت من الذين يجيبون بربّما في وقت آخر، أو سأبحث في جدول أعمالي عن وقت، وما إلى ذلك من الإجابات. فأنت شخص مماطل تتجنّب اتّخاذ قرار حاسم. لأنّك تعتبر ذلك سببا في شعورك بالأمان وتكوين شعبيّة لك عند الآخرين. إلّا أنّه يُنظر إليك غالبًا على أنّك شخص ضعيف وعديم الكفاءة. وأنت تحتاج إلى حسم قراراتك وقول «لا» دون تردّد.

أمّا إن كنت من الذين لا يجيبون إلّا بـ«نعم» ولا يملكون غيرها حتّى لو كان ذلك على حساب أعمالهم وحياتهم الشّخصيّة، وعليك أن تتوقّف عن قول نعم متى كنت لا تريد أو لا تستطيع قولها.

تعرض الكاتبة خمس نقاط مهمّة تجعل من «لا» كلمة قويّة ومسموعة وتخرج من داخلك. وينبغي أن تقولها بحزم وجدّيّة، وإذا طلب منك أحدهم طلبا فعليك أن تضع نصب عينيك أمرين اثنين وتسأل نفسك عنهما. ما الهدف من الطّلب؛ أهو هدف آمن أم خطر؟

ثمّ احرص على معرفة حجم مسؤوليّتك وما سيعود عليك ولا بأس أن تطلب مزيدا من المعلومات إن لم تكن الأمور واضحة.

ما العواقب الايجابية والسلبية لكلمة لا:

اعلم أنّ لكلمة «لا» عواقب تعرفها من خلال طرحك لثلاث أسئلة: ما العواقب الإيجابيّة للطّلب؟ وما العواقب السّلبيّة؟ وما العواقب الحياديّة؟
وبناءً على إجاباتك عن هذه الأسئلة يكون بإمكانك اتّخاذ القرار المناسب.
عليك أن تمتلك القدرة على قول «لا» عندما يستلزم الأمر والظّرف منك ذلك. ولكن عليك أيضًا أن لا تغفل عن أمر مهمّ وهو أن لا تعتاد قول «لا» أمام كلّ طلب حتّى لا يجعل ذلك الآخرين ينظرون إليك على أنّك شخص سوداويّ متشائم. خلاصة القول. احرص على خلق توازن في حياتك بين «نعم» و«لا»، لأنّ الحياة عبارة عن خليط من التّحدّيات والمطالب والاحتياجات.

تذكّر أنّ قول كلمة «لا» يكون داخليًّا وخارجيًّا، لأنّك تفكّر فيها أوّلا في داخلك. ثمّ تقرّر إن كان يجب أن تقولها بصوت عالٍ، وتأمّل هذا الذي ستقول له لا والوضع الذي ستكون فيه معه.
وإن كنت قد قرّرت في داخلك أنْ تقول «لا» فعليك أن تقولها بحزم ودون تردّد. فتجعلها أوّل كلمة في ردّك.

من الممكن أن تتصارع كلمة «لا» و«نعم» في داخلك ورغم قوّتك إلّا أنك قد تجد نفسك تقول «نعم». وخذ وقتا كافيًا للتّفكير قبل قول «لا». وجرّب أساليب جديدة للتّغلّب على نقاط ضعفك. وثابر على الخطوات التي جرّبتها ووجدت أنّها أعطت  أكلها.
وتذكّر أنّ كلمة «لا» غالبًا ليست مُحبّبة لدى النّاس. فاستعدّ لعواقبها ولا تلقِ باللّوم على أي أحد فأنت من قرّر. ختامًا تذكّر أنّ كلمة «لا» بسيطة جدًّا. ولكنّها قويّة ومؤثّرة للغاية، وتحتاج إلى جهد كبير لتعلمّها وقولها عند الحاجة، دون خوف أو تردّد أو قلق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى